ويرى بعض العلماء أن التصوير الفوتوغرافي ليس محرما ـ على الراجح الصحيح من أقوال العلماء ـ ، وكونه لم يكن على عهد السلف ليس دليلا على تحريمه ، فهو مجرد حبس الظل بآلة ( الكاميرا).
وما دام يستخدم في خير ومصلحة فهو مباح ، فإذا استعمل في شر ـ كتصوير العورات ـ ، أو تعظيم ما صور فهو حرام .
يقول الشيخ إبراهيم جلهوم ، شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة:
فذلك هو الغلو في التدين، يقع فيه الكثيرون لضحل معلوماتهم، وسوء أفكارهم، فيضلون ضلالا بعيدا.
ويفتون فيما ليس لهم به علم، ويردون على من أراد إدخال السرور عليهم والتهنئة بنعمة سيقت من المنعم إليهم، يردون ردا يكسر الخاطر، ويغير الشعور، ويوغر الصدور، ويبعث على الأسى والأسف.
وعندما يدفعه شطط ويحمله غلوه على تمزيق صورة الوليد، زاعما أن تلك بدعة لم تكن في عهد السلف الصالح، إنما يعطي الدليل على جهله بأمر دينه، فدين الإسلام دين الحياة.
ما بقيت معالم الحياة، وكلما مر زمن وأعقبه آخر وجد فيه جديد، ووجد أهل الفقه والفهم والعقل في قواعد الإسلام العامة ما بين حكم الله في هذا الحادث الجديد، فمنه الصالح لمعايشة الناس، ومنه الطالح الذي يجب البعد عنه، وعن التورط فيه.
كما أن منه الذي إذا وجه استعماله إلى الخير كانت له منابت البر، وفيه المصلحة والمنفعة، وإذا وجه استعماله إلى الشر كان الحصاد وبيلا وساء مستقرا ومقيلا، والتصوير الذي لم يكن بعهد أسلافنا الصالحين يأخذ هذا الحكم إن استفدنا منه في ذكرى ميلاد وليد، أو في إثبات الشخصية لدخول امتحان، أو لإخراج جواز سفرز
إلى غير ذلك من المصالح المرسلة؛ كان أمره حلالا في حلال، وإن استغله البعض في مناظر عارية، وأشكال تثير كوامن الشهوات ما ظهر منها وما بطن وما إلى ذلك مما يستهدف الشر والإضرار بالناس كان أمره حراما في حرام.
فالذي فعلته بتصوير ابن أخيك في يوم سابعه يحله الإسلام، والذي صنعه أخوك بتمزيق صور الوليد بزعم أن التصوير من مستجدات العصر تنطع يهلك صاحبه، وربما يحبط أعماله، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون، هلك المتنطعون" رواه مسلم .
كما اختلف الفقهاء في التصوير،والراجح أن التصوير الشمسي لا شيء فيه ،وأن النهي عن التصوير الوارد في الأحاديث كان يقصد به التصوير المجسم،وهذا ليس مجسمًا.
إلا إذا اقترن بمعصية ،كتصوير المتبرجات وعرض هذه الصور في المجلات والجرائد ،ونحو هذا،وتعليق الصور ليس فيه دليل على الحرمة ،إذا خلا من مظنة التعظيم والتقديس.
يقول الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق –رحمه الله تعالى-:
اختلف الفقهاء فى حكم الرسم الضوئى بين التحريم والكراهة، والذى تدل عليه الأحاديث النبوية الشريفة التى رواها البخارى وغيره من أصحاب السنن وترددت فى كتب الفقه، أن التصوير الضوئى للإنسان والحيوان المعروف الآن والرسم كذلك لا بأس به.
إذا خلت الصور والرسوم من مظاهر التعظيم ومظنة التكريم والعبادة ،وخلت كذلك عن دوافع تحريك غريزة الجنس وإشاعة الفحشاء والتحريض على ارتكاب المحرمات .
ومن هذا يعلم أن تعليق الصور فى المنازل لا بأس به متى خلت عن مظنة التعظيم والعبادة، ولم تكن من الصور أو الرسوم التى تحرض على الفسق والفجور وارتكاب المحرمات .
والله سبحانه وتعالى أعلم .
المصدر موقع دنيا ودين